رؤية عاشرة ... حسين آل عمار
الثاكلون على الدهور توزّعوا
لا خير في حزنٍ جفتهُ الأدمعُ
خيرت نفسي
أن أموت
وأن أموت
ولم أزل أحيا ويحيا المصرعُ!
هي جمرةٌ في الطفِّ
كنت حملتُها
كالقلبِ
فاحتطات عليها الأضلعُ
خلّدت شعرِي بالـ ( حسين )
وقلتُ لي: أمطرْ.
فلم ينضب هناك المنبعُ
مذ ألف جرحٍ
والرؤوس على الرماحِ
ترتّلُ القرآن
والدمُ يلمعُ!
مذ ألف سيفٍ
والـ (حسينُ) على الفلاةِ يئنُّ
والتاريخ فيه يقطِّعُ
رأسٌ يقول لقاطعيهِ: تبدّدوا،
ويظلُّ يأمرُ
والمباضعُ تهطِعُ!
رأسٌ توقفّت السنينُ إزاءهُ
فالكلُّ ينصِتُ
إن تحدَّث مبدِعُ!
أفبالحسينِ نُلامُ؟
والدم لم يزل
فوق الفلاةِ مدى الدهور يُشيّعُ؟
أفبالحسينِ نُلامُ؟
والرزءُ المهيمنُ في الأضالعِ
يستفيضُ وينبعُ
إن كان حتى الرملُ يشربُ قدسَهُ نهمًا
ويزهرُ في السنين
ويمرعُ
أرضٌ بها صلّت ملائكة السماءِ
فسجّدٌ فوقَ الرمالِ
ورُكّعُ
ياللـ (حسين) وكلُّ شلوٍ صاعدٍ نحو الخلودِ يضيءُ
لا يتقنَّعُ!
يا للـ (حسين)
شريعةً
وشعيرةً
نشرَ الأمانَ الصرفَ
وهو مروّعُ!
يا للـ (حسين)
يجودُ ملءَ يقينهِ
إن الحسين السبط لا يتصنّعُ!
يا للـ (حسين)
ولست أعرف آخرًا
وهبَ الحياة، ومايزال يوزِّعُ!
حجب الضياءَ جبينُهُ متلألئًا
و (أبو الحتوف) على الضلالةِ يُطبَعُ
كسرَ السهامَ فؤادُهُ مترفّعًا
وإليه (حرملة ابن كاهل) يخضعُ
مازال يفحص في الثرى:
( أنا ظامئٌ )
و (الشمرُ) يذبحُ، والملائك تفزعُ
أجرت عليه الأرض كل دموعِها
فالحزن في عاشور
لا يتورّعُ