المحطة الثانية عشرة

إلى الإمامين السجاد والباقر عليهما السلام بعد أن انتهى فصل كربلاء ولم ينته الفداء

مِرَارًا يُعَادُ الوَقْتُ
ضَوْءًا وَسُكَّرَا
فَهَلْ جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ أَمْ قَبْضَةُ الثَرَى؟
 
وَهَلْ هَذِهِ الأَحْلَامُ مَرَّتْ وَأَيْنَعَتْ
على ضِفَّةٍ تَبْتَلُّ ضَوْءًا مُقَطَّرَا 
 
إلى أَنْ يَلُوْحَ المُسْتَحِيْلُ
على يَدٍ تُرِيْحُ ظِلَالَ اللهِ في مُهْجَةِ الوَرَى 
 
وَتَمْتَشِقَ الدُنْيَا على كُلِّ مُؤمِنٍ
تَلَبَّسَهُ الإِيْمَانُ فَاعْشَوْشَبَ الكَرَى!
 
إِمَامَانِ مِنْ ضَوْءٍ،
وَفِيْ الضَوْءِ صُورَةٌ تَلُوْحُ علَى كَونٍ مِنَ الحبِّ أَثْمَرَا
 
إِمَامَانِ
وَالمَعْنَى طَلِيْقٌ بَيَاضُهُ!
وَمَازَالَ يَعْدُو في المَجَرَّاتِ أَنْهُرَا
 
فَمِنْ سَجْدَةٍ لم يَقْبِضْ الوَقْتُ رُوْحَهَا
إلى يَقْظَةٍ لِلْعِلْمِ دَبَّتْ فَأَزْهَرَا!
 
وَمِنْ لَحْظَةٍ دَارَ الزَمَانُ بِحِجْرِهَا
فَلَا أَدْبَرَ الدَيْجُوْرُ لَا الصُبْحُ أَسْفَرَا
 
إلى أَنْ يَطَالَ النَجْمَ مَجْدٌ مُحَلِّقٌ
أَطَلَّ على رَمْلِ البَقِيْعِ فَأَبْهَرَا
 
كَنَهْرَيْنِ مِنْ حِلْمٍ وَعَطْفٍ تَلَاقَيَا
مَصَبَّ عُلُوْمٍ كُلَّمَا فَاضَ أَثَّرَا
 
وَكَانَا على اسْمِ اللهِ
قَلْبًا وَقَالبًا،
يَلُوْحَان كَالقرآنِ شَكْلًا وَجَوْهَرَا
 
فَعَنْ أَيِّ سِرٍّ كَامِنٍ كان فِيْهِمَا سَتَسْأَلُ؟
وَالمَعْنَى إِذَا فَاضَ أَمْطَرَا 
 
يُقَالُ 
وَحَقُّ القَوْلِ في عُمْقِ ذَاتِهِ:
* هُوَ الحُبُّ أَنْ تَعْمَى!
* هُوَ الوَعْيُ أَنْ تَرَى!
 
وَمَا بَيْنَ أَنْ تَفْنَى وَأَنْ تَهْزِمَ الرَدَى
طَرِيْقٌ لِآلِ اللهِ
بِالرُوْحِ يُشْتَرَى
 
فَلَا تَلْتَجِئْ بِالظِلِّ،
صُبْحٌ مَؤكَّدٌ لَأَوْلَى بِأَنْ يَنْسَابَ في الدَهْرِ بَيْدَرَا
 
وَفَرْضٌ مع السَجَّادِ أَغْلَى مَكَانَةً
مِنَ العُمْرِ
إِنَّ العُمْرَ في العُمْرِ مُفْتَرَى!
 
وَمَنْ يَبْقُر العِلْمَ الكَمَالُ حَلِيْفُهُ
إِذَا امْتَدَّ في صَدْرِ السَمَاوَاتِ مِنْبَرَا
 
سَتَبْتَلُّ بِالْأَحْلَامِ
قَالَتْ سَحَابَةٌ تَجَلَّتْ على الأَيَّامِ غَيْثًا مُكَرَّرَا
 
وَتَنْسِلُ مِنْ صُلْبِ المَجَرَّاتِ كَوْكَبًا
يَدُوْرُ على اسْمِ اللهِ قُطْبًا وَمِحْوَرَا
 
إِذَا سِرْتَ في أَرْضِ البَقِيْعِ 
وَلَمْ يَزَلْ تُرَابٌ بِهَا كَالْحُلْمِ يَفْتَنُّ أَخْضَرَا
 
وَأَسْرَجْتَ قِنْدِيْلَ المَسَافَاتِ كَيْفَمَا تَشَاءُ
وَصَارَ الوَقْتُ في الوَقْتِ مَعْبَرَا
 
وُعُدْتَ مع السَجَّادِ 
تَمْشِي بِقَرْيَةٍ عليها (جِرَابُ الجُوْدِ) في اللَّيْلِ شَمَّرَا
 
لِتَدْخُلَ في دَارٍ بِهَا الدِيْنُ مُزْهِرٌ
أبو جَعْفَرٍ يُهْدِيْكَ بِالْعِلْمِ جَوْهَرَا
 
فَمَا كَانَ إِلَّا أَنْ تَرَى الرِيْحَ وَاقِفًا
جَوَادَ رِهَانٍ 
كُلَّمَا هَبَّ سَيْطَرَا
 
وَتَلْقَاهُمَا خَطًّا مِنَ الطَفِّ سَائِرًا
إلى أَنْ يَجِيْءَ الوَعْدُ نَصْرًا مُظَفَّرَا