كربلا تبكي لها عينُ السَّماءْ

علي عسيلي العاملي

السيدة رقية عليها السلام

           (1)

كربلا تبكي لها عينُ السَّماءْ
ولرُزءِ الشّامِ تبكي كرْبلاءْ
فإليها قَدْ سَبَوْا فخرَ النِّساءْ
كالإما بُغضاً لأُمِّ الحَسَنينْ

          (2)

شامُ، لا هُنِّئتِ في يومٍ سعيدْ
ما شفَتْ غِلَّكِ أغلالُ الحديدْ
زينبٌ أدْخَلْتِها قصرَ يزيدْ
حبلُها شُدَّ بإبنِ الخِيرَتَينْ

           (3)

بعدَها في خِرْبَةِ الليلِ الحزينْ
أيُّ صوْتٍ أيْقظَ الرِّجسَ اللعينْ
كادَ مِنْهُ الصخرُ مفطوراً يلينْ
قيلَ هٰذي طِفلَةٌ تَرْجُـو الحُسَـيْن

            (4)

ضمَّها في طيْفِها بَعْدَ الفِراقْ
فَشكَتْ والقلبُ يكــويهِ اشتِيــاقْ
يا أبي،طافتْ بِنَا عُجْـفُ النِّياقْ
وسياطُ الشِّمرِ تعـلو المَنكِــــبَيْنْ

            (5)

بينما تشكو لَهُ مُرَّ العَــذَابْ
إِذْ بها قامتْ وعنها السِّبطُ غابْ
قعدتْ تدعو وضَجَّتْ بانتحابْ
أينَ ذاكَ العطفُ والتَّحنانُ أينْ؟؟

           (6)

وكأنِّي بابنِ سُفْيانٍ يصيحْ
سكِّتُوا ذاكَ البُكا كيْ أسْتريحْ
ثمَّ نادى إحملوا هذا الذبيحْ
بعدما بالسَّوطِ آذى الوَجنتينْ

          (7)

أعوَلَتْ لمّا رأَتْ رأسَ الحَبِيبْ
ثغْرُهُ المقروعُ أدماهُ القضـــيبْ
فانحنتْ لثماً على الخدِّ التّريبْ
وقضَتْ تنعَى قَطيــعَ الودَجَين