يا سامع الله

شبكة مزن الثقافية

 

مقدمة الكتاب وقصيدة...

 الامام الخميني قدس سره

 سيدي أيها الخميني الراحل..

 

لطالما كنتَ المعلِّمَ الأول للأحرار الذين لم يزالوا يرسمون بريشة علمكَ الفذّ لوحة الحرية والإباء، ولم يزالوا يغرسون في دربك الوضاء زهور المحبة التي قاموا على طريقتكَ المثلى يهدونها باقاتِ عشقٍ للأبرياء والمستضعفين الذين طالما ناديتَ بنصرتهم فداءً للإنسانية وتحقيقاً للعدالة.

 

 سيدي أيها الخميني العظيم..

 

عندما زرعتَ حروفَ الصبر في قلوب الأحرار وروداً، فإنك كنتَ على يقينٍ أنهم سيقطفونها اليوم بأكف العزة والكرامة ؛ ليُجددّوا بأريج عطرها أرواحهم الملأى بالحزن على فراقكَ الأليم، ألستَ من علمهم فنّ البكاء في محراب العبادة بالصلاة والدعاء؟ ألستَ من أرسى قواعد الحُزنِ في أفئدتهم أوقات الرجاء؟!

سيدي.. كيف نسلوكَ وقد أحييتَ فينا الحبّ والإيمان والعدل، فنوّرنا طريق العزة الكبرى التي قد أعادتك بنا رمزَ الإباء؟

كم تلوناكَ على الأحرار آياتٍ من الصبر افتداءْ! وانتشينا من جنى شهدكَ روح الإرتقاءْ!

كم تَخِذْناكَ على الأعداء حرزاً واتّقاءْ! وشربنا الكأسَ مُرّاً من سنا ذاك الولاءْ!

مذ لمحناكَ مناراً تستضيء الروح من شمس عطاياه بدرب الإنتماء.. ولمسناكَ معانٍ للهوى يُنجبُ فينا الإقتداء، يا نصير القدس يا روح الإباء.. أنت يا روح الإباء..

 

هذه مقدمة الكتاب أما محتواه فقصيدة بعنوان «يا سامع الله!»:

 

 

حَيّـاً بَقِيْـتَ تُعيـدُ الـرُّوْحَ فــي جَـسَـدِي

وَتَـفْـتــحَُ الــسِّــرَّ آفــاقــاً بِـمُـعْـتَـقَـدِي

 

عَايَشْـتُ فَـجْـرَكَ عُـرْسـاًَ فــي بِدَايَـتِـهِ

ولـم تَـزَلْ فـي ضَمِيـرِ الْعَقْـلِ مُعْتَمَـدي

 

فَأَطْلِـقِ الْحُـبَّ نُـوراً فــي هــوايَ يــداً

وأَمْسِكِ الصَّبر كَيْ يَقْتاتَ مِنْ عَضُدِي

 

أَحْـيَـا بِعُمْـقِـكَ - رُوْحَ اللهِ - لـمّــا أزلْ

وَلــمْ أزلْ أتـلـقَّ الصَّـبـر فِــي جَـلَــدِي

 

أحـيـاكَ نُــوراً مُشِـعّـاً فــي مُقَاوَمَـتِـي

فَأرسلِ الشَّوقَ ناراً فـي هَـوى كَبِـدِي

 

أعــادكَ الفـجـرُ نـصـراً فــي بـراءَتِـهِ

فَلمْ يَزلْ عَنْكَ أَعْمَـى اللَّيـلُ فـي بَلَـدِي

 

وَلَـمْ تَــزَلْ تَلْـطُـمُ الأَمْــوَاجُ أَشْرِعَـتِـي

حَتَّـى تَقَاذَفَـنِـي الإِعْـصَـارُ فــي الـزَّبَـدِ

 

لَكِنَّـنـي لــم أزلْ أَسْـتَــافُ مِـــنْ نِـعَــمٍ

فــي بَـحْـرِ جُــودِكَ حُــرّاً دُوْنَ مُنْـتَـقِـدِ

 

وَحْدِي هُنَا أَنْسُجُ الأَحْـدَاثَ مِـنْ قَلَمِـي

وَلم يُسَـاوِرْ فُـؤَادِي الشَّـكُّ فـي الْعَـدَدِ

 

كَـمْ كُنْـتَ حِـرْزاً جَرِئيـاً فـي مُجَابَهَتـي

أَتْلُوكَ وَحْيَ السَّمَا مِنْ سُوْرةِ الصَّمـدِ

 

فَكُلَّمَا انْحَـلَّ عِقْـدُ الصَّبْـرِ فـي جُرْأَتِـي

عَالَجْتُهـا بِـدواءِ العشـقِ مِـنْ كَـمَـدي

 

وَكُـلَّـمَــا أَسْـلَــمَــتْ آمَـالُــنَــا عُـنُــقــاً

لَـلأَمْـسِ فِـيْـكَ شَـدَدْنَــا حَبْـلَـهَـا لِـلْـغَـدِ

 

وَحَّّـدْتَـهـا أُمَّـــةً عَـصْـمَـاءَ فَـاتّـسَـقَـتْ

وَكُلَّمـا زُلْزِلَـتْ، صِحْـتَ بِهَـااتّـحِـدِي

 

وَكُـلَّـمَـا انْـفَـرَطَـتْ يَـــدٌ بِـهَــا اتَّـحَــدَتْ

عَـلَـى هَــوَاكَ لَـهَـا مِلْـيُـوْنُ أَلْــفِ يَــدِ

 

وَكُلَّمَـا عَضَّهـا نَـابُ الـزَّمَـانِ صَـحَـتْ

مِــنْ جُرْحِـهَـا حُــرَّةً كَصَـحْـوَةِ الأَسَــدِ

 

يَـا أنْـتَ يَـا صَانِـعَ الأَحْـرَارِ مِـنْ عَـدَمٍ

قُمْ وَانْشُرِ الْعِـزَّ فِيْنَـا مِـنْ جَنَـى الْمَـدَدِ

 

وَفَـجِّّـرِ الشِّـعْـرَ بَـحْـراً فــي قَصَـائِـدِنـا

فَـكَــمْ قَـرَأْنَــاكَ أَبْـيَـاتـاً مِـــنَ الـرَّشَــدِ

 

وَكَــمْ حَكَيْـنَـاكَ عِشْـقـاً فـــي رِوَايـتِـنـا

فَكُنْتَ تَحْمِي الْهَوَى فـي صِحَّـةِ السَّنَـدِ

 

وَكُلَّـمَـا اشْـتَـدَّ فِـرْعَـوْنٌ بِـنــا وَطَـغَــى

أَرْسَـلْـتَ مُـوْسَـى لَـنَـا فَـكَـانَ كَالْـوَتَـدِ

 

كَمْ غَازَلْتَكَ خُيُوطُ الشَّمْـسِ فَاشْتَعَلَـتْ

بِالْعِشْقِ مِنْ فَنِّـكَ الْمَحْمُـومِ عَـنْ بُعُـدِ

 

وَإِنْ أَكُنْ قَدْ لَمَسْتُ الْعِشْقَ فِيْـكَ سَنـاً

فَإِنَّنـي فـي سِــوَاكَ الْعِـشْـقَ لــم أَجِــدِ

 

يَــا سَـامِـعَ اللهِ فــي عِـرْفَـانِ خَلْـوَتِـهِ

قُـمْ صُـبَّ فِيْـنَـا مَعَـانـي سُــوْرَةِ الْبَـلَـدِ

 

وَطَـهِّـرِ الْقَـلْـبَ مِــنْ طَخْـيَـاءِ عُتْمَـتِـهِ

وَاغْسِلْ مَرَايَا الْوَرَى مِنْ نَزْوَةِ العُقَـدِ

 

فَالطُّهْرُ بَعْضِ مَرَايَـاكَ الَّتِـي اشْتَعَلَـتْ

وَسْـطَ فُــؤَادٍ سَـمَـا فــي الْـحُـبِّ مُتَّـقِـدِ

 

وَالْعِشْقُ بَعْضُ مَزَايَـاكَ الَّتـي اتَّحَـدَتْ

فـي قَلْـبِـكَ الطُّـهْـرِ كَِــيْ تُبْقِـيْـكَ لِـلأَبَـدِ