ما هي الثقافة «الواعية»؟ وماذا تعني لنا؟

• هل هناك ثقافة واعية في عصرنا هذا اليوم؟
• وما مدى تحضرنا في هذا الجيل؟
• وكيف نوعي وننمي ثقافتنا؟
• وكيف نبنيها؟
• وكيف ننزع كل ما هو خرافة وبدعة؟
• وكيف نعرف الخطأ من الصواب؟.. ونميزه من بين آلاف الأفكار وألف فكرة وفكرة؟

كم من فكرة ولكن لا نعلم مدى بطلانها إلا بعد ما تمسكنا بها أو تمسكنا بها بالرغم من أنها باطلة فاسدة -وتكون مفسدة لنا-، هل علينا إذن أن نبقى هكذا بدون وعي وثقافة وننزل إلى الانحطاط والانحدار، والتدني في جميع الثقافات الماثلة أمام هذا اليوم، متى تأتي ساعة فيها يولد أمل الثقافة والوعي بين الناس؟ ومتى تأتي ساعة الفرج على يد من هو مخلص ومنقذ في الأرض من واقع مريرفي عصرنا هذا.

قد آلمنا ما نراه اليوم من تحولات في الثقافة المتدنية في العالم وبين فئات من المجتمع قد ماتت وقتلت آلا ف بجهلها وسوفتهم مع تاريخ الجاهلية القديم، الذي تبع هواه وجهالته حتى غاص في التراب والطين، وأي جهل كان فهو جهل بات أقوى من سلاح فتاك يهدد نفوس بريئة لم تنم قريرة العين وتظل خائفة هائمة من تلك الفئة التي بغت في الأرضِ ظلما ً وفسادا، والأسوأ من ذلك بأن كل فرد منا يكون قد حقق وسلط «ضوءا» بسوء تصرف منه، فيحُسب عليه بأنه ظالم أو ساهم في انتشار الظلم والفساد، وبدل أن يكون إنسان سوي يهدي فردا.. نراه يضل آخرين، وبدل أن يقلل ويحِدُ من نسبة التهاوي والانحراف في مستنقعات الشيطان.. تراه يساهم في ذلك وبدون وعي مسبق، وبدل أن يستضيء بنور وبصيص.. تراه يضل الطريق ويزيد في تيهه تيها.

ولكن عندما يرى الإنسان ما يجري في هذا العالم من انحراف في الثقافة وماذا تعني لنا الثقافة؟ هل هي ثقافة فكرية فقط؟! أم ثقافة سلوك وأخلاق تجسد معنى الثقافة الواعية والمتحضرة، فكم من أناس لم تكن لديهم إلا ثقافة بسيطة وكان لديهم إطلاعا في بعض الأمور والنواحي وخصوصا ثقافة أهل البيت ، فهي غذائهم وزادهم الذي ينتهلوا منه، فلابد أن نعرف بأن الثقافة إذن هي ليست مسألة محصورة في تلك الكتب.. وكم درست وكم تعلمت؟!، ولكن هي في حد ذاتها في مدى انطباع تلك الثقافة وما إذا كانت ثقافة واعية صحيحة معتمدة على منهلين أساسين:

1. أولهما كتاب الله.
2.  ومن ثم سنة الرسول وأهل البيت ..

ومدى انطباع هذه الثقافة على واقعنا وعلى ذواتنا وعلى حياتنا المعاشة في ضمن الظروف الراهنة، ومدى تأثير هذه الثقافة الواعية على نشر الوعي الثقافي ضمن حدود الشريعة والإسلام، وبان تكون هي الثقافة التي نعتمد عليها ونبني ثقافتنا عل منهج صحيح وواعي متدثر بدثار العفة والصلاح الموزون بثقافة أهل البيت ، المرتهن برهان موعود، أن يكون القرآن هو النهج الصحيح والدرب الواضح شاهدا على كل ما هو باطل وزائف مما يسري في أمتنا، وداحضا لكل ثقافة جاهلية مدنسة بإتباع الهوى والشيطان، مشرعا ذاك المنهج الواضح السديد والمسدد على خطى كتاب الله، والمزود بوقود الدرر الواضحات من لآلئ ونور أهل البيت  الأنجم اللامعات في سماء الأمة الإسلامية، الممهدين لنا فتحا يسيرا لننهل منه وتشرئب عقولنا بفكر الحق والرسالة، خالصا من أدران وشوائب الجهل والثقافة الأمية، متبنيا بناء امة واعية بوعي ممدود من باب ينفي كل ما هو بعيد عن ذكر الله ومن اصطفى... متمسكا بمن تمسك بالحقيقة العظمى