رؤية ثانية... حسين آل عمار

بعيدًا

لأنّ الغيبَ لا أفق يُمسِكُه
قريبًا
لأنّ الوحي لا قلب يدرِكُه

توضأ بالأحلام
حتى تناثرت
على جرحه الكونيّ .. والحبُ يُنهكُه

جلوسًا
يصلي الدمع .. والقلبُ حائرٌ
بأيِ فمٍ معشوشبٍ سوف يربكُه

فيوشكُ أن يبتلَّ بالوهم
إنما
حقيقتهُ البيضاءُ بالحزن توشكُه

عصيًا على الدنيا
أفاق
ولم يزل يعاندها
مذ أدركَ الضوءَ أحلكُه

يزرر في جيب السماوات فرضَهُ
فيُخلعُ عن سجادةِ الوقتِ منسكُه

لأخيلةٍ سمراء
أطلقَ ريشةً معمّدةً من حبرِها
وهي تملكُه

فحاورها كي لاتضيعَ بهِ سُدى
فتهلك عن بوحٍ
وبالشعرِ تهلِكُه

ولكنها مذ خامر الوجدَ ضوؤها
فبات على سطح الكراريس يسفكُه

يسير وحيدًا
لاكتِ الأرضُ خطوهُ
ونابٌ من الأحزان مازال يعلِكُه

فمذ كان طينًا
ذهَّب الله طينَهُ
وصار على حبِّ المساكين يسبكُه

ليخرجَ للدنيا مضاءً
وخالصًا
تبلَّج في وحي المحاريب مسلكُهُ

نموت ونحيا في هواه
وهكذا
ستتركُنا الدنيا وهيهات نتركُه