آية الله السيد رضا الشيرازي يؤكد ضرورة تعريف العالم بشخصية الإمام علي عليه السلام

شبكة مزن الثقافية
آية الله السيد رضا الشيرازي دام ظله

آية الله السيد رضا الشيرازي يؤكد ضرورة تعريف العالم بشخصية الإمام علي عبر التزام المؤمنين بقدويته في شتى ميادين الحياة.

بمناسبة عيد الله الأكبر، عيد غدير خم، حيث تم إكمال الدين، وتبليغ الرسالة الربانية، بالعهد بالولاية لمولى الموحدين، الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ألقى سماحة آية الله السيد رضا الشيرازي كلمة قيّمة بالمناسبة، في جمع حاشد من علماء الدين والأخوة المؤمنين من مختلف الأطياف والمستويات، في بيت المرجع الديني  سماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره الشريف) بمدينة قم المقدسة.

في البداية قدم سماحة آية الله السيد رضا الشيرازي تهانيه وتبريكاته للعالم الإسلامي بمناسبة هذه الذكرى العظيمة، متمنياً لجميع المسلمين في العالم الرفعة والتقدم.

وقسّم بحثه إلى ثلاثة موضوعات رئيسية، هي:

الأول: شخصية الإمام أمير المؤمنين .

الثاني: منهج الإمام أمير المؤمنين .

الثالث: كيف نعرّف علياً للعالم؟!.

منهج الإمام علي يمكن أن يلاحظ من خلال جوانب متعددة أحدها أن نلاحظ المنهج من خلال نتائجه.
 

فبالنسبة للموضوع الأول قال سماحة السيد: يمكن أن نتعرف على جوانب من هذه الشخصية من خلال موقع الإمام ؛ أولاً: موقعه من أعظم شخص في دائرة الوجود الإمكاني، وثانياً: موقعه من أعظم شيء في عالم الوجود الإمكاني، وثالثاً: موقعه من الوجود الإمكاني كله.

وأردف سماحته يقول: الموقع الأول نلخصه بكلمة واحدة؛ أنه هو، والموقع الثاني نلخصه في كلمة واحدة، أنه معه، والموقع الثالث نلخصه في كلمة واحدة؛ أنه له.

هذه الكلمات الثلاث، إنه هو، وأنه معه، وأنه له، يمكن أن تبين لنا بضعة جوانب؛ إذ إن الإحاطة غير ممكنة، والاكتناه غير ممكن، ولكن جوانب وومضات ولمحات؛ هذه الكلمات الثلاث تبين لنا جوانب من شخصية الإمام أمير المؤمنين .

ثم مضى سماحة آية الله رضا الشيرازي إلى بيان موقع الإمام علي ، قائلاً: الموقع الأول، موقعه من أعظم شخص في عالم الوجود الإمكاني، ألا وهو خاتم الأنبياء محمد ، فما هو موقع أمير المؤمنين من رسول الله ؟ الجواب أنه هو؛ يعني أن محمداً هو علي، وعلياً هو محمد . ودليلنا على ذلك واضح، وهي آية المباهلة (قل تعالوا ندعو أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم..) فعلي هو رسول الله ، ورسول الله هو علي؛ يتفرع على ذلك أن كل ما ثبت للنبي فهو ثابت لعلي، وكل ما هو ثابت لعلي، فهو ثابت للنبي ، إلا ما خرج بالدليل؛ فأمير المؤمنين لا يشارك النبي في نبوته، بدليل قوله : (إلا أنه لا نبي بعدي).

وفي معرض توضيحه لهذا البعد، قال سماحة السيد: هنالك اختصاصات للنبي ، ولكن القاعدة العامة أن كل ما ثبت للنبي فهو ثابت لعلي، وأن كل ما ثبت لعلي فهو ثابت للنبي . وهنالك حديث يرويه البخاري في صحيحه، لعله يؤيد ذلك، وجاء في هذا الحديث أن النبي قال لعلي: (أنت مني وأنا منك). هذا الحديث مذكور في كثير من كتب العامة، إلا أننا نذكر البخاري بالذات؛ لأن الجيل الجديد من أبناء العامة لديه حساسية خاصة حيال البخاري ومسلم. وفي لفظ آخر يرويه حتى العامة، أن النبي قال: (علي مني وأنا من علي)؛ فما هو معنى (من) في هذا الحديث؟!، أي إن عبارة (أنت مني) ماذا تعني؟ و(أنا منك) ماذا تعني؟ هل (من) هنا للتبعيض؛ يعني، أنا بعض علي، وعلي بعضي؟ يبدو أن الظاهر أن هذه الكلمة تدل على وحدة الأصل أو على وحدة الطبيعة، فعندما نقول هذا من ذاك، وذاك من هذا، يعني هما طبيعة واحدة، وحقيقة واحدة، أو لهما منشأ واحد.. هذا الموقع الأول.

الموقع الثاني، موقع الإمام علي من أعظم شيء في الوجود الإمكاني كله، ما هو أعظم شيء في الوجود الإمكاني كله؟ أعظم شيء كتاب الله عز وجل كما أن النبي أعظم شخص.. فما هو موقع علي من القرآن؟ حتى العامة يروون، والذهبي الذي هو من كبار نقادهم، ويحاول تضعيف الأحاديث الواردة في فضل أهل البيت بكل إمكانه.. الذهبي يقول إن هذا الحديث: (علي مع القرآن والقرآن مع علي) صحيح.. هذا موقع علي من أعظم شيء في الوجود الإمكاني.

العالم اليوم متورط في الكثير من المشاكل، ومنجاته من هذه المشاكل تتمثل بمنهج النبي والوصي ، أي منهج الإسلام (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض..)
 

ومضى سماحة آية الله السيد رضا الشيرازي يقول: يتفرع على هذه المعية العصمة المطلقة لعلي بن أبي طالب.. القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فعلي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ فإذا كان علي مع القرآن دائماً، والقرآن مع علي دائماً؛ فهذا معناه العصمة المطلقة. هنا لابد أن نشير إلى نقطة مهمة، وهي أن هذا الحديث لا يدل على العصمة عن التعمد وحسب، وإنما يدل على العصمة حتى عن الخطأ؛ عليّ لا يخطئ ممكن - مثلاً - أن يخطئ الشيخ الأنصاري (رحمه الله)، إذ عنده رأي في باب المتاجر، هذا الرأي قد يكون خطأ.. وهكذا فإن كبار المجتهدين يمكن أن يخطأوا.. هم لا يتعمدون الذنب؛ إذ العادل، أو القوي العدالة، لا يتعمد الكذب، وكذلك الشيخ الأنصاري لا يتعمد الذنب، ولكنه قد يخطئ، فآراؤه المثبتة في الفقه ربما يكون نحو 10% أو 5% منها خطأ، فلا يمكن أن ندّعي العصمة لمجتهدينا، بهذا المعنى؛ فهم يمكن أن يخطأوا، ولكن إذا كان شخص مع القرآن الذي لا يأتيه الباطل، فذلك الشخص لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ فعلي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. هذا الحديث صححه الذهبي، وهو من كبار نقاد العامة، ورواه الحاكم في المستدرك، وقال: إنه صحيح على شرط مسلم؛ ذلك أن مسلم عنده شروط لصحة الرواية، كما أن البخاري له شروط لصحة الرواية.. إذن موقع الإمام علي من النبي أنه هو، وموقعه من القرآن أنه معه.

ثم انتقل سماحة السيد إلى شرح وبيان النقطة الثالثة، وهي موقع الإمام من الوجود الإمكاني كله، قائلاً: يتلخص هذا الموقع في كلمة واحدة، وهي أنه له؛ أي إن الوجود الإمكاني كله خلق للنبي وعلي وفاطمة والأئمة الطاهرين ؛ فلذلك نقرأ في نهج البلاغة: (والخَلق بعدُ صنائع لنا) هذه اللام في الحديث تدل على الغاية، أو العلة الغائية.

وفي حديث الكساء نقرأ: (ما خلقت سماء مبنية ولا أرضاً مدحية.. (إلى أن يقول) إلا لأجل هؤلاء)، وفي حديث آخر أن الله تعالى خاطب النبي قائلاً: (لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك)، وبالطبع فإن هذا لا يدل على أفضلية علي على النبي ؛ إذ لو قلنا: لولا الثمرة ما زرع الزارع الشجرة، فهذا لا يدل على أفضلية الثمرة على الشجرة.. فلولا علي لما كان الكون كله.. وهذا فيه تفصيل، إنه كيف خلق الكون لهم ، ندعه إلى وقت آخر، هذه ليست قضية تعبدية، وإنما هي قضية عقلية بديهية؛ فلولا هؤلاء فالكون كله ما كان يكون.

ثم انتقل سماحة آية الله السيد رضا الشيرازي في حديثه إلى الموضوع الثاني المتعلق بمنهج الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، حيث قال: منهج الإمام يمكن أن يلاحظ من جوانب متعددة، أحد الجوانب أن نلاحظ المنهج من خلال نتائجه؛ يعني هنالك طالبان لهما منهجان، هذا دخل في المنهج الحر، وذاك دخل في المنهج المقيد.. فكيف نقيم المنهجين؟ وكيف نلاحظ المنهجين؟!.

الجواب أنه هنالك أبعاد، أحد الأبعاد أن نلاحظ النتائج؛ أين أدى هذا المنهج بهذا الطالب، وأين أدى ذلك المنهج بذلك الطالب؟ نحن إذا أردنا أن نعرف منهج علي ومنهج الآخرين، فأحد الأشياء وأحد الأبعاد أن نلاحظ النتائج. هذا الموضوع له عرض عريض، ولكن أذكر النتائج من خلال نقاط ثلاث؛ فهنالك ثلاث مشاكل عالمية، لم يتمكن العالم حتى الآن أن يجد لها حلاً، رغم إمكاناته الضخمة، فدول العالم حالياً لديها من الإمكانات ما لم يوجد نظيرها في التاريخ المنظور، فربما في التاريخ القديم وجدت أمم حظيت بإمكانات أكثر، ولكن في التاريخ المنظور، أي قبل نحو ألف عام أو ألفي عام، ما توفر لأمة من الأمم مثل الإمكانات التي توفرت للعالم اليوم. ولكن مع ذلك ترى هذا العالم يقف عاجزاً عن حل المشاكل الثلاث.. الإمام علي استطاع حل هذه المشاكل بكل سهولة.. فمتى تحل هذه المشاكل؟ أبعد مئة عام أم مئتي عام أم ألف عام؟ فربما حتى بعد آلاف الأعوام لن يتمكن العالم من حل تلك المشاكل.. إلا إذا رجع إلى منهج الإمام أمير المؤمنين .

إذا كان علي مع القرآن دائماً، والقرآن مع علي دائماً، فهذا معناه العصمة المطلقة
 

ثم مضى سماحة السيد الشيرازي يستعرض تلك المشاكل الثلاث، قائلاً: المشكلة الأولى، وهي مشكلة عالمية حادة لا تختص ببلد دون آخر، وتتمثل في مشكلة البطالة التي تعد من المشاكل العويصة في كل بلاد العالم. هذا العالم لم يتمكن من حل هذه المشكلة.. فبحسب إحصائية عام 1999م، يوجد في العالم مليار عاطل عن العمل، أوتعلمون أية مشكلة خطيرة تمثلها البطالة سواء بالنسبة للفرد أو المجتمع أو الأسرة؟ فالفرد العاطل عن العمل يمثل خطراً على المجتمع.. فمثلاً لم يؤول مآل البعض إلى تعاطي المخدرات؟ ذلك أن الكثيرين منهم عاطلون عن العمل.. فالبطالة تدمير لحياة الفرد، ويتولد عنها غالباً حالة من الشعور بالدمار والتحطيم، وبالتالي يتحول الفرد العاطل إلى عنصر خطر على المجتمع؛ فقد يسرق أو يسطو أو يقتل، ويعيش على الدوام حالة من الكآبة.. أتعلمون أن العمل يعطي للإنسان حيوية وفاعلية ونشاط؟ ولذلك ترى الأفراد الذين يتقاعدون عن العمل يتحطمون، نحن لا نؤمن بمنهج التقاعد بالشكل الموجود حالياً، إذ لا معنى للتقاعد ما دام يتوجب على المؤمن أن يعمل في هذه الحياة.

وأردف سماحة السيد يقول: العالم حتى الآن لم يتمكن من حل معضلة البطالة.. الإمام أمير المؤمنين حلّ هذه المعضلة بمنهج واحد من مناهج الإسلام؛ إذ إن الإمام لا منهج له سوى منهج الإسلام، وسوى منهج رسول الله .. وهكذا فالإمام علي حل المعضلة بقانون واحد ألا وهو قانون (يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) وبالطبع أن هذا يمثل أحد مفردات الحل؛ فالعاطل عن العمل لمَ يكون عاطلاً؟ لأن أمامه حدوداً؛ فمثلاً حين يريد الذهاب إلى الغابة، قصد الاحتطاب، فهو لا يتمكن من ذلك.. في حين على عهد الإمام أمير المؤمنين لم يكن الأمر كذلك؛ بل كان الحال أن أي شخص - كائناً من يكون - يريد الاحتطاب في الغابة فله ذلك، ومن يروم استخراج معدن من الأرض، فسيكون المعدن له، ضمن الإطار المقرر في الإسلام، وهو ما ذكره السيد الوالد (سماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي -قدس سره-) في فقه الاقتصاد.

فمن يريد استخراج معدن فهو له، وكذلك من يريد السفر إلى أي بلد، فله ذلك.. ولا يوجد في دولة الإمام أمير المؤمنين مقيم وأجنبي، وغير مقيم ومواطن.. فأنت مواطن في أي بلد كنت.. الإمام كان يحكم خمسين دولة، فأينما يريد المرء أن يذهب فله ذلك، دون أن يمنعه أحد، فكأنه ينتقل عبر عدة نقاط في بلد واحد.. هذا هو قانون (يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم).

هذا، وأكد سماحة آية الله رضا الشيرازي القول بأن في التاريخ الإسلامي الصحيح، أي تاريخ النبي الأكرم والإمام علي ، لا وجود لمشكلة اسمها مشكلة البطالة..

ثم انتقل حديث سماحته إلى بيان المشكلة الثانية التي يعانيها العالم برمته، ألا وهي مشكلة السكن، حيث قال: أحدهم يذكر أنه حتى في البلاد النفطية الغنية هناك الكثيرون يعانون من مشكلة السكن. أما في الهند - وذلك الأخ كان قد سافر إلى بلاد الهند - فهناك الملايين - لا نعرف الرقم على وجه الدقة - يعيشون في الشوارع؛ يعني يولدون ويموتون على قارعة الطريق.. العالم لم يستطع حل هذه المشكلة.. الإمام أمير المؤمنين حل هذه المشكلة بقانون واحد أيضاً من قوانين الإسلام، هو (الأرض لله ولمن عمرها)، وقال النبي الأكرم : (ثم إنها لكم مني أيها المسلمون).. فللمسلم أن يختار من الأراضي ويقوم بعمارتها، فله أن يبني عليها بيتاً، أو غير ذلك.. فلو طُبق هذا القانون، فهل ستبقى هنالك مشكلة اسمها مشكلة السكن؟ حيث إن الكثير من الناس، حتى في البلاد المتقدمة في عالمنا اليوم، يعانون من هذه المشكلة.

ومضى سماحة آية الله السيد رضا الشيرازي لبيان المشكلة العالمية الثالثة، المتمثلة بمشكلة الفقر قائلاً:

العالم المعاصر لم يتمكن حتى الآن من حل مشكلة الفقر؛ ففي تقرير أنه يموت يومياً في العالم من جراء الفقر خمسة وعشرون ألف إنسان، أي أنه في كل ساعة يموت أكثر من ألف إنسان.. في ظل حكومة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، أكانت توجد مثل هذه المشكلة؟ بالطبع، كلا، فالتاريخ يروي لنا أن الإمام علياً رأى متكففاً، فقال : ما هذا؟ - يعني ما هذه الظاهرة -، فأجرى له راتباً من بيت المال. وفي كتابه لعثمان بن حنيف - وهو مثبت في كتاب نهج البلاغة - يقول الإمام : (لعل في الحجاز أو اليمامة من لا عهد له بالقرص..) الإمام أمير المؤمنين حلّ مشكلة الفقر بقانون واحد من قوانين الإسلام وهو قانون بيت مال المسلمين، السيد الوالد (رحمه الله) كتب في فقه الاقتصاد تفصيل قانون بيت المال.. فبيت المال للأمة.

جيء لأمير المؤمنين بمال من أصفهان فقسمه إلى سبعة أقسام، وجعل لكل جانب قسم، وفضل هنالك رغيف خبز، فقسمه إلى سبعة أقسام أيضاً، وجعل لكل جانب قسم. وهكذا فبيت المال للأمة، يعني مال الدولة يكون للأمة.

ينقل أنه جاء للإمام علي أعرابي وسأله فقال الإمام لخادمه أو وكيله: أعطه ألفاً، فقال الخادم: أذهب أم فضة؟ قال الإمام : كلاهما عندي حجر، أعطه أنفعهما له. فأعطاه ألفاً.

والظاهر ألف دينار ذهب.. أي ما يعادل نحو مثقال ذهب، والمثقال الشرعي يعادل ثلاثة أرباع المثقال الصيرفي، فما حصل عليه ذلك الأعرابي يساوي (750) مثقالاً صيرفياً ذهباً بحساب اليوم.. وهكذا كان الإمام علي يذهب إلى بيت المال ويعطي كل ما فيه، ثم يكنس البيت، ويصلي ركعتين وفي رواية كان يقول: (هذا جناي وخياره فيه، إذ كل جان يده إلى فيه).

وأردف سماحة السيد يقول: إذا أردتم نموذجاً مصغراً جداً لبيت المال، فهو ما يقوم به مراجع التقليد، حيث تأتيهم الأموال، فيزوجون الأعزب الذي لا يملك مالاً، وبقدر الإمكانات المتاحة طبعاً، أو يأتيهم شخص قد غرمه الدين فيعطوه.. هذا القانون (قانون بيت المال) لا نظير له في أي مكان من العالم.

وأضاف سماحة السيد: المشكلة الأخرى التي يعانيها العالم اليوم، هي مشكلة الزواج. ذكر تقرير أنه يوجد في بلد إسلامي لا أذكر اسمه، أربعة ملايين عانس يائس، يعني قد فاتهن قطار الزواج، وفقدن الأمل في مستقبلهن؛ ومما يترتب على ذلك أن الكثير منهن يصبن بالجنون أو شبهه، وغير ذلك من الآثار السلبية الكثيرة.. وفي تقرير آخر أنه يوجد في بلد إسلامي آخر، لا أسميه أيضاً، يبلغ تعداد نفوسه (60) مليون نسمة، نحو (15) مليون شاب وشابة لا يستطيعون الزواج، وهم في عمر الزواج، أي إن الزواج قد تحول الآن إلى عقدة للمتزوجين ولغير المتزوجين، وحكوماتهم لا تفعل شيئاً.. ومعلوم، كم تولد حالة العزوبة والعنوسة من الأمراض والمشاكل والانحرافات الأخلاقية والعقائدية.. فالعالم الآن متورط في هذه المشاكل، ومنجاته من هذه المشاكل، تتمثل بمنهج النبي والوصي أي منهج الإسلام (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)..

أما بالنسبة للموضوع الثالث، وهو: كيف نعرّف علياً للعالم، فقد أرجأ سماحة آية الله السيد رضا الشيرازي شرحه إلى وقت آخر، إلا أن سماحته شدد على ضرورة أن يقتدي المؤمنون بالإمام أمير المؤمنين في مناهج السلوك وقواعد الآداب، وأن يكونوا رسل خير ومحبة في أسرهم ومجتمعاتهم.. مباركاً سماحته للعالم الإسلامي عيد الله الأكبر، عيد غدير خم، حيث أتم الله عز وجل نعمة الإيمان، وإكمال الدين، بالعهد بالولاية لإمام المتقين، ومولى الموحدين، الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين