في لقائه مع حشد الحجاج من الدول العربية والاسلامية والاوربية

شبكة مزن الثقافية موقع الإمام الشيرازي اعلى الله مقامه

سماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي يدعو الى الاتفتات الى الابعاد الاخلاقية

والتربوية والسياسية والعبادية للحج

استقبل المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في بيته بمدينة قم المقدسة قوافل  «دار الكرام» و«الغفران»... لحجاج بيت الله الحرام من العراق ولبنان والمغرب وتايلند والهند وبلجيكيا والدانمارك والسويد والنرويج ومختلف الدول الأوربية وألقى فيهم كلمة قيّمة جاء فيها:

إنكم في طريق حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله والصديقة الزهراء سلام الله عليها والأئمة الأطهار سلام الله عليهم أدعو الله تعالى أن يرعاكم جميعاً برعايته الخاصة.

لقد تشرف قبلكم آلاف الملايين إلى بيت الله الحرام وسيفد هذه السنة أيضاً عدة ملايين وأنتم منهم, ولكن المهم هو أن لا يعود الحاجّ إلى دياره خالي اليدين، فليفكر كلّ منكم ماذا عساه أن يفعل لكي لا يعود خالي اليدين من هذه السفرة المقدسة.

لقد كان علي بن مهزيار شاباً حين تشرّف بالحج وكان يرجو من الله تعالى أن يوفّقه لرؤية الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في الديار المقدّسة، وقد وفّقه الله تعالى بالفعل، في حين كان هناك كثيرون أيضاً لهم الأمنية نفسها ولكنها لم تتحقق، والسبب يعود إلى أمر واحد وهو أن على الإنسان الداعي أن يكون صادقاً مع الله تعالى وأهل البيت سلام الله عليهم ومن كان صادقاً وفّق، فالتوفيق من الله، ولكن السبب بيد الإنسان نفسه.

وقال سماحته في جانب آخر من حديثه:

لقد أودع الله تعالى في الإنسان، القناعات والشهوات، وأعطاه إلى جانبهما العقل وهو يميل إلى القناعات، كما تميل النفس إلى الشهوات.

وأضاف: فعلى المؤمن أن يفضّل قناعاته ومعتقداته على شهواته وأهوائه، لأن ذلك سبيل النجاح.

كما أوصاهم سماحته بالإخلاص لله تعالى وبذل الجهد، والتحلي بالأخلاق الحسنة، وقال: من استطاع أن يتوفر في زمن الحج على هذه الخصال بنسبة أكبر نال درجة أكبر من التوفيق المعنوي.

وقال: ما أكثر الذين صحبوا الرسول صلى الله عليه وآله واستمعوا حديثه ـ وقيل أنهم بلغوا 250 ألف ـ ولكن كم هم الذين بقيت أسماؤهم؟

كلنا سنرحل في يوم ما، فماذا نفعل لئلا يضيع اسمنا في التاريخ بل يبقى اسمنا وذكرنا وطريقنا؟!

إن هذا الأمر بحاجة إلى الصبر والإخلاص، والجهد والأخلاق بدرجة عالية لكي نوفّق لبناء المساجد والمدارس والمؤسسات واللجان الدينية والخدمية، فنكون قد أدّينا عملنا بنحو أفضل.

وختم سماحته حديثه بالقول:

أوصيكم بوصيتين:

1. ليسعى كل منكم أن لا يعود من الحج خالي اليدين.

2. اعملوا ما من شأنه أن يبقى أثركم بعد الموت.

ودعاهم إلى أن لا ينسوا في الحج أخوتهم المؤمنين المظلومين في العراق الجريح وسائر المؤمنين والمظلومين في العالم.