المرجع المدرسي : إن وصية القرآن الأولى للمؤمن .. أن يعمل ويقول التي هي أحسن

سماحة آية الله العظمى السيد المدرسي دام ظله

   استقبل مدير وأعضاء بعثة الحج الدينية، مساء يوم الاثنين 22 / ذو القعدة الحرام /1425هـ، الموافق 3/01/2005م.

سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله)، وذلك بعد أن تشرف سماحته بالسلام على جده الرسول الأعظم، وأئمة بقيع الغرقد، وتأتي زيارته السنوية هذه ضمن موسم الحج لهذا العام، انطلاقا من مسؤوليته الدينية تجاه أمته، وبالذات حجاج بيت الله الحرام، وذلك لرفدهم بمزيد من الإرشادات الدينية والثقافية وبصائر القرآن الكريم.

وفي أول حديث له مع أعضاء بعثة الحج الدينية، أكد أهمية أن ينطلق الفرد المؤمن الرسالي في الدعوة والإرشاد وبالذات في ظروفنا الراهنة التي تشهدها الساحة الإسلامية لاسيما الأوضاع في العراق، من خلال القرآن وبصائره.

ثم تساءل سماحته: هل جاء المرء لمجرد العيش في هذه الحياة، أم أنه يعيش لهدف يسعى لتحقيقه؟.

وللإجابة عن هذا التساؤل المهم، قدم سماحته مقدمة مهمة وهي: لو تنبه الإنسان لطبيعة هذه الدنيا، وأنها زائلة فإنه يسعى ليستثمر حياته ضمن الهدف من خلقه، لهذا لا ينبغي أن يكون هدف الإنسان جانبياً. لأنه من كان هدفه جانيا فإنه إلى الهزيمة والضياع أقرب.

إذاً لابد أن يلتزم المؤمن بهدف محدد، وأن يهتم بكل الأمور الأساسية والتفصيلية لهذا الهدف، وهذا الهدف يتطلب الصبر والمثابرة، ولا شك في أن مشكلة الإنسان في عصرنا الراهن تكمن في أنه حينما يصل إلى الاقتراب من تحقق هدفه يصاب بالتعب، تماماً كالصاعد إلى قمة الجبل تراه يتعب قبيل أن يصل إلى قمته، بينما نجد القرآن الكريم يؤكد الثبات حتى نهاية حياة الإنسان في قوله تعالى: (وَاعْبُدْ رَبّكَ حَتّىَ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)، ولتحقيق هذا الهدف لا بد للإنسان أن يختار الأسلوب الأمثل والطريقة الفضلى لبلوغ هدفه: (وَقُل لّعِبَادِي يَقُولُواْ الّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، فهذه الطريقة نجدها نافعة في حل كثير من المشاكل التي تعترض الإنسان وهو في طريقه لتحقيق الهدف.

وفي ثنايا الحديث تطرق الجمع لجملة من التساؤلات، تفضل سماحته للإجابة عنها مقدما بتساؤل شغل أذهان الكثيرين قائلاً: أن الدين هو عالم الحضارة.. ولكن لماذا هذا الدين الموجود لدينا لم يخلق لنا حضارة متكاملة في كل الأبعاد؟

ثم أردف مجيباً ذلك لأن هذا الدين، نحن فهمناه في بعض جوانبه، فهماً خاطئاً.. فمنا من يقدس في دنياه ما ليس بمقدس، ولا يقدس ما يجب أن يقدس... إن المفصل الأساسي في فهم الدين هي الثقافة.

وقد أكد سماحته أن الثقافة في الأمة مثل المقود للسيارة، أينما توجهها تتوجه. وأن الأمة إذا ما غيرت ثقافتها إلى ثقافة قرآنية حية نابضة بالوعي، فإنها ستنهض بهذه الثقافة إلى الأعلى.. خاصة إذا ما دعمت هذه الثقافة بإرادة العمل والعطاء من أجل الأمة والتفكير والتخطيط الجاد والمستمر للنهوض بالأمة أمام التحديات المعاصرة.